اضطراب القيمة هو شعور الشخص بالقلة و أنه غير كافي، لإنه و ببساطة حدث هذا الاضطراب عندما تأثر الشخص بأهله و بيئته و تم خلق معتقد عنده مرتبط بصورة ذهنية في عقله الباطن بربط معنى القيمة وقياسها بكيف ينظر له الآخرين و المجتمع و مدى إعجابهم به ضمن شروط محددة فقط.
أضف على ذلك الصدمات النفسية ذات الصلة وهي كثيرة مثال: عندما يعمل الولد بعمر صغير في بعض المهن، و تعرضه للإهانة أو التنمر، وهنا تكمن المشكلة حيث يبقى الشخص عالق في هذه الدوامة يبحث عن أي شيء يعوض له هذا الشعور،، أضف على ذلك شعوره بالقلة يؤثر على خياراته في الحياة و في العلاقات.
عندها يصبح عنده ما يسمى باضطراب القيمة هذا يخلق لديه احتياج كبير لشعور القيمة حيث هذا نظام فطرة النفس البشرية تبحث دائماً عن تعويض الشعور بطريقة أو بأخرى.
خلال عملي كاستشاري نفسي وجدت أنه من أحد أكثر طرق التعويض هي البحث عن علاقة ارتباط لإنه بمجرد قبول البنت بالعلاقة هذا يعطي الشاب شعور بالقيمة و كذلك لو الأنثى لديها نفس الاضطراب، و هذا غالباً يحدث انجذاب الشاب الذي لديه هذا الاضطراب من فتاة لديها نفس الشعور، لاحظت هذا بكثرة في عملي.
حيث يصبح معنى العلاقة لدى كل منهما مرتبط بتعويض شعور القيمة بمعنى أن الشاب يستمد و يغذي شعوره بالقيمة عبر هذه العلاقة و كذلك البنت تستمد شعورها بالقيمة من الشاب عبر العلاقة، خاصة عندما يقول كل أحد منهما للآخر كم هو مهم في حياته و أنه لا يمكنه العيش بدونه و غيره من تلك التفاصيل.
و بالتالي تكون العلاقة عبارة عن تعويض الاحتياج الشعوري لكل منهما للآخر و لا تعتبر علاقة متوازنة أبداً، و الدليل عندما يحدث ترك من أحد الطرفين يدخل الشخص في اضطرابات نفسية شعورية حادة جداً لفترة طويلة، بينما لو الشخص لديه شعور عالي بالقيمة لن يتأثر بشدة عند نهاية أي علاقة.
بذلك نصل الى أن أغلب العلاقات الشائعة في يومنا هذا لا يمكن أن تسمى علاقات حب بل هي علاقات احتياج و تعويض مشاعر، لذك نصيحة لكل شاب و كل بنت لا تبحث عن علاقة ارتباط قبل أن تشتغل جيداً على شعورك بالقيمة و التخلص من المعتقدات السلبية و الصدمات ذات الصلة حتى يكون خيارك عن اتزان و ليس عن اضطراب و احتياج.
الخلاصة كلنا ممكن لديه معتقدات أو صدمات أثرت على شعوره بالقيمة، لكن علينا أن نوقف تأثيرها السلبي على علاقتنا مع أنفسنا و نظرتنا لها، لا يمكنك تصور كم ستتغير حياتك بالكامل من ناحية الجذب و العلاقات و كل شيء بعد أن تشعر بقيمتك الحقيقية لمجرد أنك روح عظيمة خلقها الله على هذه الأرض بدون أية أسباب أخرى.
