وأخيراً نقول إن ما عرفناه منذ آلاف السنين بحدسنا و غرائزنا يمكن إثباته الآن في المختبر، حيث يجب ألا يقوم الإنسان باستعارة عناصر من الطبيعة مثلما يفعل عند قيامه بتناول جرعات من الحديد والكالسيوم وفيتامين سي وبدائل السكر وذلك على سبيل المثال لا الحصر.
بل عليه أن يعتمد على نفسه وأن يقوم بتكوين احتياجاته من تلك العناصر داخل جسمه، بنفسه ولنفسه.
ويمكن أن يدحض المزاعم القائلة بأن الجسم يحتاج الى الزيوت مثل حبوب أوميغا أو بروتينات أو كالسيوم أو فيتامين سي و غيره فنقول:
إن أجسامنا لديها القدرة على إنتاج احتياجاتنا من العناصر اللازمة للصحة داخل أجسامنا، و إذا اعتمدنا على تناول جرعات من عناصر محددة ستذوي هذه القدرة نتيجة لعدم الاستخدام، وحينئذ ينبغي تناول تلك العناصر الخارجية بانتظام حيث أن الجسم قد تخلى عن أداء تلك الوظيفة الطبيعية، فلقد ترك المهمة للبدائل الصناعية فأصبحنا عبيداً لعملية إمداد أجسامنا بالعناصر التي اعتقدنا أنها لازمة لها، بدلاً من ذلك علينا أن نقوم بخلق تلك المواد داخل أجسامنا إذ أننا محور عملية التحّول، يجب ألا نحوّل أجسامنا الى مستنقع بطريق الجهل.
البقرة مثلاً لا تأكل إلا الأعشاب ومع ذلك يعتبر هيكلها العظمي قوياً للغاية، من أين يأتي الكالسيوم اللازم لتكوين عظام صحية كتلك؟ ليس من الأعشاب مباشرة بالتأكيد، إذ أنها مصدر فقير لهذا العنصر، مع أنها تُعد غنية بعنصر البوتاسيوم، حيث إن مياه الشرب الخاصة بالبقر تحتوي على عنصر الهيدروجين، وتوضح الصيغة التالية عملية الإنتاج الطبيعي الداخلي للكالسيوم في الجسم من خلال التحوّل البيولوجي.
بوتاسيوم + هيدرروجين +حرارة داخلية (نشاط) يعطينا الكالسيوم
لذلك لا يوجد سبب للاعتقاد بأن الأمر يختلف بالنسبة للإنسان، حيث يمتلك أعضاءاً للهضم يمكنها تحويل الكلوروفيل الي هيموجلوبين.
في الواقع يتحول كل ما نتناوله من طعام الى دم أو يتم التخلص منه، بالنسبة للإنسان يقوم الكالسيوم المصنّع في المختبرات بتلويث الدم وقد يكون مهلكاً
من كتاب زن ماكروبيوتك Zen Macrobiotics لمؤسس علم الماكروبيوتك الحديث المعلم جورج أوشاوا