هل سمعت بهذا المصطلح من قبل؟
إذا قمت بتجربة بسيطة جداً وأحضرت مرطبان زجاج ومن ثم وضعت به ماء وخيار ثم أحكمت إغلاقه، بعد أيام ستلاحظ أن العفن بدأ يتكون على الخيار وبدأ يفسد وتصدر روائح كريهة منه.
بينما لو أحضرت مرطبان زجاج ومن ثم وضعت به ماء وخيار ثم أضفت ملح طبيعي بحري أوصخري ثم أحكمت إغلاقه، ستلاحظ بعد أيام أنه لم يحدث مثلما حدث في التجربة السابقة، وستحصل بعد أيام على مخلل خيار لذيذ جداً.
الفرق بين التجربتين هو الملح، وباعتبار الملح غني جداً بالمعادن القلوية فقد حوّل الماء المحيطة بالخيار الى وسط قلوي و بذلك حافظ على الخيار من التلف، بينما في التجربة الأولى أصبح الوسط حامضي وبالتالي أفسد الخيار.
وهذا ما يحدث تماماً في أجسامنا إذا كان دمك قلوي يحفط لك خلاياك وأنسجتك وأعضاءك من التلف والضرر، وإذا كان حامضي يفسد خلاياك وأنسجتك وأعضاءك، حيث تعتبر حموضة الدم جذر جميع الأمراض.
كيمياء الدم يتأثر بكل لحظة بماذا تأكل، تشرب، تتنفس، تشعر، تفكر، تفعل، البيئة التي تعيش فيها خاصة إذا كانت بيئة ملوثة بيئياً أونفسيا، كل شيء في حياتك يؤثر فعلياً على كيمياء دمك، و يجعله قلوي أوحامضي.
الغذاء الغير طبيعي، الصناعي، المعلب، الملون، المعدل وراثياً، الأغذية المتطرفة الين واليانغ إذا تناولناها بشكل مفرط ويومي وبدون أن نوازنها مع أغذية قلوية أخرى.
صدماتك النفسية، مشاعرك، هل تعيش أنماط شعورية قهرية مسيطرة على منظومتك الشعورية، هل يسيطر عليك التوتر والخوف والغضب، هل يسيطر عليك الاكتئاب، وغيره من المشاعر السلبية بشكل دائم، لا أتحدث هنا عن المثالية في عيش حياة خالية من تلك المشاعر، بل على الأقل أن نخفف منها في حياتنا، وإذا وقعنا فيها أن نعرف كيف نتعامل معها، ونمنع سيطرتها علينا.
طريقة تفكيرك ومعتقداتك نعم تؤثر على كيمياء الدم لديك، خاصة المعتقدات التي تدّمر علاقتك مع نفسك واكتسبتها من الأهل أوالمحيط مثل اضطراب القيمة، معتقداتك عن الله تعالى وطريقة إيمانك به وعلاقتك معه، يوجد معتقدات كثيرة موروثة تدّمر علاقتك مع الله وتمنعك من التقرب منه، خاصة المعتقدات التي تُبنى على التخويف والترهيب والحساب حتى نصلي ونؤدي العبادات و الطاعات لله عن خوف ورعب وليس عن محبة ووعي.
سلوكياتك، هل تعلم أنك تقضي ثلث عمرك في عملك، هل تضع طاقتك في عمل غير محبب لديك، وتشعر بأنك مغصوب جداً عليه، ممكن مرات نضطر لذلك لابأس لكن المشكلة أن نبقى في هذا العمل مدى الحياة دون البحث عن خيارات أخرى، ونبقى في دوامة المشاعر السلبية ذات الصلة، هل تعيش حياتك ضمن الصندوق ووصلت الى مرحلة لابأس فيها من اللامبالاة تجاه كل شيء في حياتك وأصابك الركود الجسدي والطاقي والنفسي، هذا الحال يسبب حموضة عالية في الدم.
كل ما سبق يؤثر كيمياء الدم وبالتالي على كيمياء كل خلية في جسمك، حاول أن تطّور عادات يومية صحية متوازنة تدعم قلوية الدم لديك، وذكرت نصائح كثيرة ذات صلة في المنشورات السابقة.
الخلاصة: حموضة الدم الناتجة عن الغذاء الغير صحي تؤدي الى حموضة النفس، كما أن حموضة النفس الناتجة عن المشاعر السلبية المزمنة تؤدي الى حموضة الدم.
