عندما نشعر بالتعب أو المرض أينما كنا في المنزل, العمل, المدرسة, في الخارج, أول مكان نرغب في الذهاب إليه هو غرفة النوم والتمدد على السرير الخاص فينا, فكل واحد منّا يشعر بأن سريره هو أكثر مكان يشعر بالأمان والحميمية عليه.
ومن غير المعروف لدى الكثير من الناس, كم من المخاطر المخفية التي يمكن لأكثر مكان آمن بالنسبة لنا, ان تحوله الى أكثر مكان يشعرنا بالقلق وعدم الراحة عندما نكون فيه.
حسب علم طاقة المكان فإن غرفة النوم من الأماكن التي ممكن ان تساهم في تطوير الكثير من المشاكل الصحية وعدم الشعور بالراحة, خاصة إذا كانت تحوي على اختلالات طاقية وغير متوازنة, لذا من الممكن عندما نلجأ الى غرفة النوم للراحة, يحدث العكس بحيث نبقى مضطربين ويزداد الأمر سوءاً, عندها عليك البحث عن الأسباب التي تقف عائقاً في عدم حصولك على الراحة في غرفة نومك.
حسب علم طاقة المكان (الفونغ شوي) فإن غرفة النوم هو المكان الذي يعزز ويدعم عنصر الصحة لديك، لإننا نمضي ثلث حياتنا نائمين، بهذا نعرف اننا أكثر مكان نمضي فيه حياتنا هو غرفة النوم، وخلال النوم أجسامنا تستريح لشحن الطاقة من اجل بداية يوم ثاني مليء بالطاقة والحيوية، وإذا كانت غرفة النوم فيها اختلالات طاقية فإننا لن نحصل على الطاقة اللازمة لأجسامنا لمتابعة حياتنا في اليوم الثاني، وبهذا ندرك كم غرفة النوم والسرير الذي ننام عليه يخلقون مناخ من الطاقة الحيوية التي لها تأثير عميق على صحتنا.
حسب علم طاقة المكان, حتى تكون غرفة النوم مريحة بالشكل الأمثل, يجب استخدامها لممارسة الحب, والنوم مع بعض النشاطات الأخرى التي لا تحدث اختلالات طاقية فيها, بحيث أصبحنا اليوم نعيش في زمن سريع ولدينا مهام متعددة تملأ حياتنا, بحيث نجري مكالمات هاتفية ونحن نتناول الطعام, ونتمرن ونحن نشاهد التلفاز, ونجلب ما تبقى علينا من عمل الى المنزل لاستكمال تحضيره, وممكن ان تكون غرفة النوم هي المكان الاكثر رغبة في تحضير تراكمات أعمالنا و واجباتنا, وممكن ان نتابع أعمالنا على اللابتوب الخاص فينا داخل غرفة النوم, كل هذا يحدث خلل طاقي كبير في غرفة النوم, بحيث بدل ان تكون مكان للراحة, تكون قد تحولت الى مكان عمل, وبالتالي تكون قد اثرت سلباً على دور غرفة النوم في منحك للراحة, وأصبح دورها يمنحك القلق والتشتت, وبالتالي تدخل في دائرة مغلقة في عدم حصولك على الراحة في غرفة النوم, وخارج غرفة النوم.
وفي حياتنا الحالية الكثير من العائلات يضعون في غرف نومهم تلفاز, وكبير ايضاً, و الأخطر من هذا وجود التلفاز في غرف الاطفال, كل هذا يضعف طاقتنا و صحتنا على المدى الطويل, لإن التلفاز مصدر عالي بحقول الطاقة الكهرومغناطيسية, وتبقى تلك الحقول الطاقية حتى بعد أن نطفىء التلفاز, لذا من الأفضل نقله الى غرفة أخرى شرط أن تكون تلك الغرفة غير مخصصة للنوم, ومن الأفضل وجود التلفاز فقط في غرفة الجلوس, وتلك الحقول الطاقية التي تخرج من التلفاز تنتقل عبر الجدران, والستائر, والخزائن الخشبية, لذلك إذا وضعت تلفاز في غرفة النوم, يجب ان يكون بعيد عن السرير بمقدار 12 قدماً على الأقل, ويفضل عدم استخدامه في الليل, وفصله من الكهرباء.
بالإضافة الى التلفاز، يجري هذا الموضوع على أجهزة الكمبيوتر، الراديو، المجيب الالي، وهكذا،
وأبقيها بعيدة عنك بمقدار من 6-8 أقدام من محيط جسدك، أيضاُ ابتعد عن الأغطية الكهربائية، أو السرير المائي الموصول بموتور، كل تلك التقنيات تنتج مستويات عالية جداً من الحقول المغناطيسية ويجب أن تزال أو نقلل من استخدامها بشكل كبير، وذلك لتكون غرفة نومك مكان لراحتك وليس العكس.
انتبه على نوعية الكتب التي تقرأها قبل النوم, هل هي قصص حب مع نهايات حزينة, أو قصص حرب و مأساة, أم كتب روحية تحمل رسائل الأمل والإلهام, ماهي رسائل الطاقة التي يحملها الكتاب, علينا أن نكون واعيين بما فيه الكفاية الى هذه النقطة, لإن هذا يؤثر على راحتك أثناء النوم, وممكن أن يزيد من توترك وعدم حصولك على الراحة.
لذلك تذكر ان الكتب تجلب طاقات مختلفة عديدة و من ضمنها طاقة الكاتب و البائع الذي قد يكون تعامل معها في المكتبة . تاكد من انك تعرف بحق ما الذي تأخذه الى السرير معك, لان طاقته ستؤثر عليك حتى بعد الانتهاء من الكتاب.
أما بالنسبة لأثاث غرفة النوم يفضل أن لايملأ المكان, ولا يكون ضخم وشاهق, ومناسب لمساحة غرفة النوم, بحيث نترك مساحة في غرفة النوم للاسترخاء أو التأمل, لأن غرفة النوم للراحة والاسترخاء وليس معرض للأثاث.
أما بالنسبة لخزائن الكتب والملابس يفضل أن يكون مكانها بعيداً عن السرير, أيضاً رفوف وخزائن الكتب أن لا تكون في مكان عالي, لإن وجودها في مكان عالي يخلق ضغط طاقي يمكن ان يسبب لنا صداع, تشوش في التفكير, أرق وقلق.
أما بالنسبة لألوان أثاث غرفة النوم, كلما كانت قاتمة كلما أصبحت أكثر امتصاص للطاقة, و ينصح علم طاقة المكان أن يكون لون الاثاث فاتح وخشبي ومصنوع من مواد طبيعية, ويجب تجنب السرير الحديدي لإنها ناقل ومضخم للحقول الكهرومغناطيسية, لكن السرير المصنوع من النحاس يمكن أن نستخدمه.
ينصح علم الفونغ شوي بعدم اقتناء الأثاث المستعمل, وشراء أثاث جديد يناسب طاقاتنا, وأيضاً كن حذراً من أحد الأصدقاء أو الأقارب حين يعطيك أثاث مستعمل, لأنه كما هو تكون طاقته في الأثاث, ممكن ان تكون إنسان هادئ بطبعك, والشخص الذي أعطاك أثاثه إنسان عصبي ويعاني من أرق عند النوم عندها من الممكن أن تعاني من نفس المشاكل التي كان الشخص الآخر يعاني منها.
كُتب المقال بقلم الصديقة خبيرة الفونغ شوي لانا كورية